فكر انريكي: سر تفوق البارصا: الحلقة الثانية بعنوان: حجر الأساس

لويس انريكي برفقة رافا بول المعد البدني للبارصا
قبل ان تبدا في بناء برج او مناء او بيت او اي بناء مهما كان عليك بحجر اساس قوي ملائم لبناءك و برجك و ايضا عليك بالاطلاع على اروع و انجح الابراج و البناءات مثل برج الخليفة و ابراج اخرى في العالم يجب عليك ان تعرف الاساس الذي بني عليه لتضع اساس بنائك على شاكلته دون ان تنسى الشرط الاول ان يكون ملائما لبنائك ..
نعود الى موضوعنا لانني دخلت كثيرا في ميدان العمران المعروف كثيرا في اقليم كاتالونيا .. حلقتنا الثانية من فقرتنا ساحدثكم فيها عن سر مهم ادى الى تالق كتيبة اللوتشو انريكي في عهده و خروجها من ازمتها لتسيطر مرة اخرى على ملاعب اوروبا و تجعل معظمها ملاعب تدريب خاصة بها ..
لتوضيح السر نسافر بعيدا من اقليم كاتالونيا الى اقليم كرة القدم عامة و لو للحظات : كرة القدم في اخر السنوات تغيرت و اخذت مجرى اخر و اصبح اهم الامور فيها ان لم يكن الاهم الضغط على المنافس في منطقته و حتى في منطقتك كان تضع السيف على رقبة عدوك ما يعني ان الفرق في اوروبا تحتاج الى كثافة لعب عالية جدا ( Intensité Du Jeu ) و ريتم سريع اي لاعبين اقوياء بدنيا ( ليس من ناحية البنية الجسمانية فقط بل التحمل .. ) و هذا ما يجعلنا نسافر مرة اخرى عبر الزمن الى سنوات 2009/2010/2011 الى اقليم كاتالونيا مرة اخرى ” لم نغب كثيرا عن المدينة ” دريم تيم غوارديولا كان فريق ذا 3 رئات ان صح التعبير فريق لا يتعب و لا يمل و لا يكل من الجري و حرث الملعب فامثال بوسكتس و يايا توري و كايتا و الفيس رابع المهاجمين و رابع المدافعين في اوج عطائه كانوا لا يتوقفون تماما بطارياتهم مشحونة طيلة ال 90 دقيقة ضغط متواصل في ملعب المنافس و استرجاع الكرة في اقل من 20 ثانية على الاكثر و بعدها الانفاس تستعاد في التيك تاك و اللعب العرضي ثم المرور الى السرعة القصوى للانقضاض على الفريسة و هز شباك المنافسين .. اي من سطورنا نعود الى العمران فريق بيب هو برج الخليفة و حجر اساسه حضوره البدني و الكثافة العالية في اللعب و الريتم السريع .. اي ان انريكي لبناء برجه اه اقصد فريقه عليه ان يتخذ من حجر اساس غوارديولا حجر اساس له .. كان على فريقه ان يكون قويا بدنيا و ذا كثافة لعب عالية من اجل الضغط على المنافس في ملعبه و هنا حروف تنتقل من الاشادة باللوتشو الى الرجل الخفي رجل المهمة رافا بول زميل و صديق انريكي في مسيرته مع روما و سيلتا و وصولا الى البارسا فمن هو هذا البول .. ?
رافا بول هو المحضر البدني و مدرب اللياقة البدنية و لكي نسلط الضوء عليه اكثر فان بول هو احد تلامذة البروفيسور فرانسيسكو سيرول-لو في معهد الوطني في اسبانيا لللياقة الدنية و الذي هو بحد ذاته كان مدرب اللياقة البدنية مع السيد بونافنتورا و اللذين عملا لمدار اكثر من 15 سنة في النادي هنا نرى وجه الشبه بين فريقي غوارديولا و انريكي محضراهما البدنيين كانا معلم و تلميذ اي متوافقا الافكار و لكي نتعمق في CV التلميذ فان بول لديه الدرجة A في علوم اللياقة البدنية و ماستر في الوقاية و اعادة التاهيل للاصابات التي يتعرض لها الرياضيون من جامعة كاستيا لا مانشا.. يبدو ان الامور بدات تتضح اكثر فاكثر لكم ..
الان نصل الى افكارالرجلين باكو سيرول و التلميذ الزميل رافا .. يقول بيب عن المعلم ” مدرب بدني مميز يجعل لاعبيه يقعون في غرام التدرب ” و يضيف ” التحضير لمباراة بالقيام باشياء لن تحدث في المقابلة هو امر غبي ” و هنا نصل الى فلسفة التلميذ التي تشابه سيرول و كيف لا و هو قدوته ” افضل طريقة اعمل بها هي لعب كرة القدم و لا يجب ان تعزل التدريب البدني عن كرة القدم ” اين ان الرجلان يتفقان على طريقة مميزة جدا في التدريب الا وهي استعمال الكرة و ليس فقط التدريب البدني الشاق الذي يكره اللاعبين التدريبات مثلما حدث في عهد تاتا مارتينو و محضره البدني ايلفيو بيلوروسو حيث نشر صحفي اسباني ان لاعبي النادي الكاتالوني قالوا ان اساليب المحضر البدني في عهد تاتا قديمة جدا و ان مع شدة اللعب في اوروبا فريتمهم سيكون محرج و هو ما حدث فريتم البارسا انخفض و انعدم الضغط و كثرة الاصابات العضلية لعدم التحضير البدني الجيد ( ميسي و البا كانو اكثر من تعرض لها ) ..
اما فيما يتعلق بول فاعاد هيبة البارسا بدنيا حيث اصبح الفريق ذا كثافة عالية !! كيف فعل هذا ? يقول رافا بول حول كثافة اللعب في كتابه و احد تصريحاته ” التدريبات يجب ان تكون مثل المباريات تماما لكي تصبح المباريات تدريبات .. ” و هو ما تحقق في ارض الواقع مباريات البارسا تصبح تدريبات اي عبر جعله كثافة التدريبات عالية + كرة مثلما يجد اللاعبون في المنافسة الرسمية اي انه يصبح متعود على الكثافة العالية و الريتم العالي ..
لعل ان معظمكم يلاحظ عندما يشاهد ثواني قليلة من تدريبات البارسا السترات التي يرتديها لاعبو البارسا و التي هي مدعمة بال GPS و التي تجمع معلومات عن الحالة البدنية للاعب و هنا نصل الى امر اخر مهم جدا في عهد اللوتشو انريكي هو تمكن رجل المهمة بول رافا من جعل اللاعبين حاضرين بدنيا كل 3 ايام من خلال هذه المتابعة الدقيقة و هذا من خلال حصص الاسترجاع التي يقوم بها ( حصص الاسترجاع اما يقوم بها الفريق بعد المباراة او قبل مرور 36 ساعة من المباراة ) و هو من نجح فيه الرجل حيث راينا موسم 2014/2015 وصول الفريق اخر الموسم بريتم عالي جدا عكس الفرق الاخرى و التي كان ريتمها يتناقص عكس البارسا فمع كل اسبوع كان الريتم يزداد ( الجزء الاول من الموسم لم يصلوا الى القمة و هي اسباب التذبذب في الاداء ) ..
و لو نقارن موسمي انريكي لحد الان بموسم تاتا الوحيد نلاحظ الفرق في عدد الاصابات العضلية التي لها علاقة بالتحضير البدني ففي عهد بول لم تزد الاصابات عن 4 اصابات ( الرجل له ماستر في الوقاية من الاصابات و اعادة التاهيل .. ) اي ان عضلات اللاعبين دائما ما تكون جاهزة للمنافس و نشيطة و هذا ما يحسب لرافا بول عكس ما حدث سنة تاتا و الذي انخارت فيه قوى البارسا بسبب كثرة الاصابات ..
و هنا نصل الى محطتنا الاخيرة و هي رفع القبعة للمحضر البدني للتلميذ رافا بول لجعل بطاريات لاعبي البارسا مشحونة مرة اخرى مئة بالمئة معتمدا على الاساليب التي ذكرناها ( المتابعة الدقيقة عبر سترات GPS + تدريبات بالكرة و كثافة عالية فيها + الاسترجاع المميز مما جعل الاصابات تبتعد عن كيان كاتالونيا و جعل ملاعب اوروبا تصبح ملاعب تدريبية مثلما شرح بول ) و نقول ان سرا من اسرار نجاح البارسا هو التحضير البدني المميز و الذي اعتبره حجر اساس برج انريكي اقصد فريق انريكي .. بكل بساطة ” رافا بول ” ..
المصدر: kora365.com

Aucun commentaire